ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

معركة شَقْحَب .. رمضان 702هـ

معركة شَقْحَب "مرج الصُفر" هى معركة مفصلية فى التاريخ الإسلامى حدثت بين المماليك والمغول بعد حوالى 44 سنة من موقعة عين جالوت الشهيرة وموقعة بيسان التى أُبيد فيها جيشُ التتار بأكمله ،
فى عام 702هـ عزم التتار على تجديد حملاتهم على الشام فاشتد خوف أهل دمشق وشرعوا بالهرب إلى مصر والكرك والحصون المنيعة ،
أرسل السلطانُ المملوكى الناصر محمد بن قلاوون بعضَ جيشه على دفعتين إلى دمشق ثم خرج من مصر ببقية الجيش متوجّها إلى دمشق فى شعبان 702هـ ، وكان التتار قد وصلوا قبل ذلك إلى حِمص وبعلبك وعاثوا فى تلك البلاد فسادًا ، وقلق الناس قلقًا عظيمًا لتأخُّر قدوم السلطان ببقية الجيش وانتشرت الأراجيف ووهنت العزائم ،
عمل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على تهدئة النفوس وإلهاب عواطف الأمة وإذكاء حماستها لخوض المعركة ثمّ حرّض أمراء العسكر على الثبات والقتال كما فنّد شُبهةَ القائلين بأن التتار مسلمون وأوضح أن التتار وإن صحَّ إسلامهم فهم خوارجٌ ينبغى قتالهم وقال قولته الشهيرة: «لو رأيتمونى فى جانب التتار وعلى رأسى مصحف فاقتلونى» ثم حرّض السلطان على القتال وبشَّره بالنصر ، وجعل يحلف بالله الذى لا إله إلا هو: «إنَّكم منصورون»
وصل السلطان الناصر ومعه الخليفة العباسى المستكفى بالله وانضم بجيشه إلى العساكر المصرية والشامية فى 2 رمضان 702هـ فى سهل شَقْحَب بالقرب من دمشق فنظّم الصفوف وخطب فيهم ثم أمر بتقييد جواده حتى لا يهرب وبايع اللهَ تعالى على النصر أو الشهادة ، وأُمر الغِلمان بقتل مَن يحاول الهرب من المعركة ،

احتدمت المعركة ومُنِىَ المسلمون بخسارةٍ ضخمة فى البداية ، ثم تحوّل الأمر لصالح المسلمين وقتلوا من المغول أعدادا هائلة ، حتى أقبل الليل فتوقّف القتال وصعد المغول إلى جبلٍ مجاور وبقوا هناك طوال الليل ، ولما طلع النهار نزلوا يبغون الفرار فتتّبعهم المسلمون وقتلوا منهم عددًا كبيرًا وأسروا الكثير ، ثم فرّ الباقى إلى شاطئ الفرات حيث هلك معظمهم هناك ووقعت البقية فى الأسر ،
دخل السلطان الناصر الذى كان عمره 18 عاما وقتها مع الخليفة دمشق دخول الفاتحين وبقيا هناك قرابة الشهر ثم عادا إلى مصر يتقدم موكبَهما الأسرى المغول يحملون فى أعناقهم رؤوس زملائهم القتلى
تُعَد هذه هى المعركة الوحيدة التى شارك فيها شيخ الإسلام رحمه الله ، أما الخليفة العباسى فكان يقيم بالقاهرة بمنصبٍ شرفى فقط لتدعيم صورة الدولة المملوكية ؛ وهى فكرة السلطان الظاهر بيبرس باستقدام الخلفاء العباسيين إلى القاهرة بعد سقوط بغداد حتى يُكسب دولته مزيدا من الشرعية

ليست هناك تعليقات