ما الفرق بين الفتح الإسلامي و الاحتلال؟
ما الفرق بين الفتح الإسلامي و الاحتلال؟ هل نتحيز لأنفسنا عندما نقول اننا لا نحتل البلاد بل نفتحها ؟
إن الله قد استخلف الإنسان في الأرض و أمره بعمارتها، و أمر المؤمنين بنشر كلمته فيها و إعلاء الحق. و لما كان ذلك فإنه ما إن استقرت أمور الإسلام في الجزيرة العربية حتى انطلقت الفتوحات الإسلامية في جميع الأنحاء حتى وصلت الهند شرقاً و الأندلس غرباً. و الفرق بين الفتح الإسلامي و الاحتلال جليٌّ و بيّن، ففي الفتح الإسلامي لا تنهب أراضي أحد و لا أمواله إلا ما كان غنيمة في المعركة، و ليس في الفتح الإسلامي محاولة لاكراه احد على اعتناق الاسلام أو التخلي عن الثقافة و اللغة و حتى العادات و التقاليد التي ليس فيها أذى للمجتمع. و لسماحة الإسلام و موافقته لفطرة الإنسان فقد دخلت الشعوب في البلاد المفتوحة في دين الله أفواجا، و اعتنقت الإسلام ديناً و فكراً و منهجاً و اشتركت في الدفاع عن دولة الإسلام. لذلك لا تسمع في البلاد المفتوحة عن "مقاومة شعبية" للفتح الإسلامي كما هو الحال في أي احتلال. ففي الاحتلال غصب للأراضي و الأموال و محاولة لطمس هوية البلد المحتل و شعبه و فرض آراء حكامه و أهوائهم عليها. كما أن الاحتلال يعمل على نهب خيرات البلد و استغلالها لصالحه دون أهل البلد الأصليين و يشجع على استيطان الجماعات البشرية الوافدة من البلد الغاصب و إحلالها مكان الشعب المحتل و إبادته إن قاوم، أو إذابته في بوتقة جديدة ليس لها علاقة بتاريخه و ثقافته. و المتابع للتاريخ الإسلامي يرى ان هذا ما لم يحصل في أي فتح إسلامي و على رأسها الفتح الإسلامي للاندلس. فالمسلمون دخلوا الاندلس فاتحين لا غزاة غاصبين.
ليست هناك تعليقات